The "Saved Sect"
The Concept of the "Saved Sect" *** مفهوم الفرقة الناجية وموقف الشيخ أبو إسحاق الحويني
ABOUISHAQ

تحرى من أي فرقة أنت
أولاً: مفهوم "الفرقة الناجية"
مصطلح "الفرقة الناجية" (أو الطائفة المنصورة) مستمد من أحاديث نبوية تشير إلى وجود جماعة من المسلمين ستبقى على الحق منصورة لا تضرها من خذلها حتى تقوم الساعة. من أشهر هذه الأحاديث:
* حديث افتراق الأمة: "افْتَرَقَتِ الْيَهُودُ عَلَى إِحْدَى وَسَبْيعِينَ فِرْقَةً، وَافْتَرَقَتِ النَّصَارَى عَلَى اثْنَتَيْنِ وَسَبْعينَ فِرْقَةً، وَسَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعينَ فِرْقَةً؛ كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلَّا وَاحِدَةً". قيل: مَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي".
* حديث الطائفة المنصورة: "لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ، لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ".
أهل السنة والجماعة يعتقدون أنهم هم الفرقة الناجية والطائفة المنصورة، بفهمهم الصحيح للكتاب والسنة على منهج السلف الصالح (الصحابة ومن تبعهم بإحسان).
ثانيًا: موقف الشيخ أبو إسحاق الحويني
الشيخ أبو إسحاق الحويني - حفظه الله - هو أحد علماء أهل السنة المعاصرين، ومشهود له بالعلم والدفاع عن السنة. موقفه من مفهوم "الفرقة الناجية" يمكن تلخيصه في النقاط التالية بناءً على كلامه في دروسه ومحاضراته:
1. التأكيد على صحة المفهوم: الشيخ يؤكد على صحة الأحاديث الواردة في افتراق الأمة ويؤمن بها، ويعتقد أن الفرقة الناجية هي "أهل السنة والجماعة" الذين يسيرون على منهج النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه.
2. التحذير من التطبيق الخاطئ: هذا هو جوهر موقف الشيخ والمنطلق الذي يتكلم منه. يحذر الشيخ من استخدام هذا المفهوم بشكل حصري وضيق يؤدي إلى:
* التفرق والتحزب: أن تخرج كل جماعة أو طائفة وتدعي أنها هي "الفرقة الناجية" وحدها، وتكفر أو تبدع كل من خالفها في مسائل فرعية أو اجتهادية. هذا يؤدي إلى تمزيق وحدة المسلمين.
* الغرور والاستعلاء: أن ينظر أفراد الجماعة إلى أنفسهم أنهم وحدهم على الحق وأن غيرهم على الباطل المحض، مما يقتل روح النقد الذاتي والتواضع للعلم.
* مخالفة منهج السلف: يذكر الشيخ أن السلف (كالإمام أحمد، الإمام الشافعي، وغيرهم) كانوا يحذرون من هذا الاتجاه الضيق. كانوا يثبتون مفهوم الفرقة الناجية ولكن دون أن يحصروها في أشخاص معينين أو جماعة محددة بعينها، بل فيمن التزم منهج الحق.
3. التوسعة في مفهوم النجاة: يوضح الشيخ أن الحديث لا يعني أن كل من لم يكن من جماعة معينة (بشكل حزبي) فهو من أهل النار. بل المقصود أن الفرق الضالة هي من ابتدعت في الدين وخرجت عن أصوله المعروفة. أما من بقي على أصل الإسلام والتوحيد ولم يقع في بدع كبرى مكفرة، فهو داخل في عموم الأمة وإن أخطأ في بعض المسائل الاجتهادية أو وقع في بدع غير مكفرة.
4. معيار النجاة هو الاتباع لا الانتساب: يكرر الشيخ أن معيار كون الشخص أو الجماعة من "الفرقة الناجية" هو مدى التزامهم بمنهج النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في الاعتقاد والفهم والعمل، وليس مجرد انتسابهم إلى تسمية أو جماعة.
خلاصة الموقف:
موقف الشيخ الحويني ليس إنكارًا لمفهوم "الفرقة الناجية" أصلًا، بل هو توضيح للمفهوم الصحيح وتحذير من الانحراف في تطبيقه وتحويله من مفهوم جامع لأهل السنة إلى مفهوم حصري يفرق المسلمين ويسبب التحزب والتمزق.
نصيحته - كما هي نصيحة العلماء - هي:
* الاعتقاد بوجود الفرقة الناجية وأنها أهل السنة.
* عدم احتكار هذه التسمية لفئة ضيقة.
* التركيز على الاتباع والعمل بالدليل و الانشغال بإصدار الأحكام على الآخرين.
* السعي لجمع كلمة المسلمين على الحق وعدم تفرقتهم.
وعليه، فكلام الشيخ أبو إسحاق الحويني يأتي في سياق التصحيح والتنبيه على خطأ شائع في فهم هذا المصطلح، وليس نفيه بالكلية.
والله أعلم.


استمتع بجودة وتنوع لا مثيل لهما.
جميع الحقوق محفوظة © 2025 SimplSofts

